Monday, 13 February 2012

ما هو بين العيب و الحرام; جزء 2


فالمحرم يمكن أن لا يكون عيباً في بعض المجتمعات; فامتنع عنه
 و العيب في اغلب الأوقات يكون حرام, فامتنع عنه و ليس لأنه عيباً و لكن لأنه حرام.

و ده تحليل أول جزء بعنوان "ما هو بين العيب و الحرام"

أنا عاوز اركز علي الجملة الأولي...
"فالمحرم يمكن أن لا يكون عيباً في بعض المجتمعات; فامتنع عنه"

الجملة تحمل كلمة خطيرة و هي "المجتمعات" و تخالط المجتمعات ده سببه العولمة اللي بنعيشها حالياً و سهولة وسائل الإتصال تقوي و تعمق هذه الروابط. العولمة هي الوحش اللي حياكلنا واحد واحد و لكن ببطء من غير ما يشعر احد و يوم ما نحس بيه حيكون الوقت راح. لكن للتوضيح أنا حعرف كلمة العولمة من wikipedia.com

العولمة هي مصطلح يشير المعنى الحرفي له إلى تلك العملية التي يتم فيها تحويل الظواهر المحلية أو الإقليمية إلى ظواهر عالميةويمكن وصف العولمة أيضًا بأنها عملية يتم من خلالها تعزيز الترابط بين شعوب العالم في إطار مجتمع واحد لكي تتضافر جهودهم معًا نحو الأفضل. تمثل هذه العملية مجموع القوى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية.
"الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية" 

يعني مش إجتماعية بس, يعني العولمة مش وحش زي ما احنا فاهمين مادامت تفيد نواحي اخري. طب و الإجتماعية؟

من وجهة نظري, مدي خوفنا من العولمة الإجتماعية يتناسب مع مدي تمسكنا بديننا.



لو كانت الشابة المسلمة متمسكة بدينها ما كانت تنزل البحر بمايو يعري جسمها كله و يغطي اجزاء قليلة "العورة المعتقدة" لكن بيصف برضو و ساعات يشف كمان رغم ان لبس المسلمة يتميز بأنه "لا يصف ولا يشف"





لو كان الولد متمسك بدينه, ما كانت الشتيمة سهلة علي كده في كل مكان, رغم:

عن على رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لعن الله من لعن والده ، و لعن الله من ذبح لغير الله...)) رواه مسلم 
قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال : (( يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ((.

جائز يكون ليس لكم علم بهذه الأشياء لكنها مرجد امثلة صغيرة جداً جداً, و يوجد الكثير من الأشياء الأخري التي يجهلها الناس, و لا يعاقب الله الإنسان علي خطأ لم يدركه الإنسان فإذا شرب خمرة و لا يعرف انه محرم فلا جناح عليه, و طبعاً هذا مستحيل في عصرنا الحالي و الموارد الرهيبة.

فتمسك بتعاليم دينك و لا تتكاسل في البحث عن هذه التعاليم و محو اميتك الدينية, وقتها لن تخاف من وحش العولمة بل العالم سيخاف منك لأنك ستلهمه بأفعالك الصحيحة بإذن الله




Sunday, 12 February 2012

ما هو بين العيب و الحرام


سأل واحد في المنتديات:
ما الفرق بين العيب و الحرام؟ دائما مانسمع كلمة (حرام) و كلمة (عيب), تُقال عندما يكون هناك قرار جرئ فيقول صاحبه هذا ليس حراما أو عيباً و لكنه ليس من الهين اطلاق لفظ (حرام) على اى تصرف نراه عيباً لان الحكم بان امر ما حرام او حلال يحتاج لفتوى

العيب:
العيب شيء يرجع إلى العرف الذي يعتمد علي عادات وتقاليد معينة محصورة بثقافة معينة في وقت معين، وليس إلى الشرع.

الحرام:
الحرام فهو ما يعاقب على فعله الانسان لانه مخالفة شرعيه لما تم الامر التشريعي الالهي او النبوي او الاجماعي لما يقاس عليهما وستر الحرام هو اخفاءه عن عين المشرع "الله" وهذا محال.


سألوا بنت صغيرة ما الفرق بين الحرام والعيب ؟!
بكل بساطة أجابت: العيب هو الذي إن فعلناه يزعل الناس، والحرام هو الذي إن فعلناه يزعل ربنا. عندما رآها والدها تصرخ على أخيها الصغير وتقول له: عيب عليك أن تبصق على الأرض


هكذا فرقت هذه الطفلة بين العيب والحرام، وكأنها تريد أن تقول ان كلاهما محرم
ولكن العيب مصدر تحريمه الناس وليس شرطا كل الناس، والحرام مصدر تحريمه الأوامر الربانية




لما تقول لواحد: عيــب عليك..(بتلاحظ أنه راح يخاف من فضيحة الناس)
ولما تقول: حــرام عليك....(بتلاحظ أنه ما يتأثر من اللي راح يلحقه من سخط الله)
الأولى أشد وقعة......والثانية أخف وطأة



ماطلب الشَّارِعُ تركه طلباً جازماً ، والحرام ضِدَّ الحلال وإنما يُؤْجَرُ العبد على اجتنابِهِ للحرام إذا تركه امتثالا ( أيْ لنَهْيِ الشَّرْعِ عنه ) ليس لخوفٍ أو حياءٍ أو عجزٍ عن المحرم فلا يثاب على هذا الترك.
شرح الورقات في أصول الفقه لعبدالله الفوزان 29-30.


الذي استوقفني في التفكير بعدها هو الى ايّ مدى تؤثر التقاليد والعادات الأجتماعية في سلوكنا وتفكيرنا الى الحد الذي تضيق معه الحياة !!

وبالتالي نخلط بين الحرام والعيب فـصار الحلال عيباً والحرام مباحاً. وما ذلك إلاّ كون تقوى الله أضعف في القلوب من انتقاد الناس وهكذا صار البعض يخشى الناس ولا يخشى الله

ومن الأمور التي يحسن الانتباه إليها أن الشرع وضع مساحات عديدة:

  • مساحات يحرم على الإنسان أن يطرقها، وهي مساحة المحرمات.
  • ومساحات أوجب علينا أن نأتيها، وهي الفرائض والواجبات.
  • ومساحات حث عليها ولم يأمر بها، وهي المندوبات.
  • ومساحات حث على تركها ولم يحرمها، وهي المكروهات.
  • ومساحات يتساوى فيها المنع والإباحة، وهي متروكة للناس.

يمكن للناس أن تجعل العرف من الأمور التي يختاروها على أساسها أو يتركوا. وهذا يعني أن العيب في مكان قد يكون غير معيب في مكان آخر، وأن ما هو مطلوب عرفا في مكان قد يكون غير مرغوب فيه في مكان آخر. وقد يحتم المكان على الإنسان بعض الأشياء، ففي البحر ينزل الإنسان بملابس البحر، وفي الرياضة يلبس ملابس الرياضة ،وفي المسجد يكون أكثر حشمة، مع أن العورة التي يجب أن يسترها ما بين السرة والركبة. وفي المدارس هناك ملابس معينة، وفي بعض المهن يجب أن نرتدي بعض الملابس الأخرى.




فالمحرم يمكن أن لا يكون عيباً في بعض المجتمعات; فامتنع عنه و العيب في اغلب الأوقات يكون حرام, فامتنع عنه و ليس لأنه عيباً و لكن لأنه حرام.